نظرة فاحصة حول قانون الجذب الكوني

أ.م/عبدالجبار حسين الظفري

 

نظرة فاحصة حول قانون الجذب الكوني

#قانون_الجذب_الكوني
هناك عدت مسميات قد أوردنها سابقا لقانون الجذب منها قانون الجذب الكوني وأبو القوانين والسر الأعظم و قانون الجذب الفكرى.
وسوف نتناول هذا القانون بنظرة فاحصة عن طريق ما قيل عنه من خلال كتاب عالميين أو عرب وتجارب علمية خضعت للفحص والتجربة والملاحظة وبأساليب علمية حديثة،
هذا المقال مفيد جدا جداً لمن أراد الإبحار في قانون الجذب الكوني .....فهيا بنا نبحر في ثناياه.
   
 كم مرةً فكَّرت فى شخصٍ مُعينٍ لم تلتقِ به منذ وقتٍ طويلٍ، وبمجرد تفكيرك به أو تذكُّره ومروره على ذهنك دون سببٍ، وجدَّته يتَّصل بك تليفونيًّا فتقول له (كُنت أفكِّر فيك حالاً)؟
وكم مرةً تراءى لك فى خيالك أو خطر على بالك شخصٌ ما عزيزٌ على قلبك، فإذا بك تجده أمامك بعد لحظاتٍ؟
وكم مرةً حلمت فى منامك بشخصٍ فالتقيت به فى اليوم التالى، أو سمعت عنه خبرًا سيئًا أو جيدًا؟
وكم مرةً شعرت بالخوف من حدوث شىءٍ ما ويحدث بنفس الطريقة التى كُنت متخوفًا منها؟
وكم مرةً كنت تشعر بالقلق من الوقوع فى بعض المشكلات من شخصٍ مُعينٍ فى حياتك، وتحدث كما لو كنت أنت من كتب ذلك السيناريو بيدك؟
 ألم تُصادفك مثل هذه المواقف؟
رغم تجنُّبنا للفشل وسعينا للنجاح،
فإنه –للأسف- تقفُ أمامنا مُعوِّقاتٌ كثيرةٌ تمنعنا أن نحقق أبسط أهدافنا، وفى كثيرٍ من الأحيان تكون المعوقات فكريةً،
وأحيانًا كثيرةً يكون سبب الفشل من داخل أنفسنا، وهذا ما دعا العديد من العلماء حول العالم للبحث عن سببٍ علمىٍّ لهذه المُصادفات.
ومن هنا، بدأ العمل بما يطلق عليه (قانون الجذب الفكرى)، الذى ينصُّ على أنه بمجرد التفكير العميق فى هدفٍ مُعينٍ تودُّ تحقيقه، فإنك ستقوم بجذبه إليك فى النهاية..

دعونا نتأمَّل معًا تلك النظرية، ونتساءل: هل هى إيجابية أم سلبية؟
وهل الأفكار وحدها كافيةٌ لتجعل الأشياء تحدث، والأمنيات تتحقق؟
وما علاقة (قانون الجذب) بـ(التَّصوُّر) أو (التَّخيُّل) الذى نمارسه فى حياتنا اليومية دون أن ندرى؟
وهل الشعور بالإلهام والنشوة كافٍ؟
أم أن الأمر بحاجة ﻷكثر من أحلام اليقظة؟ وكيف نستطيع أن نجعل أرواحنا تُرسل ذبذباتٍ إيجابيةً تجذب ما نرغب الحصول عليه؟
وكيف يمكن تطبيق قانون الجذب والاستفادة منه؟
وبعيدًا عن كون نظرية الجذب ليست قانونًا له أسس أو يخضع لقوانين علميةٍ دقيقةٍ؛ لعدم قابليته للقياس، ستجيب (7 أيام) عن تلك التساؤلات من خلال مجموعةٍ من الدراسات والأبحاث العلمية ومؤلفات أشهر الكُتَّاب فى هذا المجال.
أكد جورج برناد شو أن «التخيُّل هو بداية الابتكار»، وهى نظرية طبَّقها «قانون الجذب»
بدايةً، قانون الجذب الفكرى ليس جديدًا، وليس من مُعطيات القرن الحادى والعشرين، ولكنه قانون قديم قِدمَ الحضارة نفسها، إذ إن هناك العديد من الكُتب والدراسات التى تعود إلى عام 391 قبل الميلاد -عندما اقترح أفلاطون فكرة أن كل القوى الكونية تعمل على جعل الأمثال تتجاذب- فضلاً عن العديد من مُترجمات كثيرٍ من الفلاسفة والعلماء مثل ديكارت، وسبينوزا، وليبنتز، وشوبنهاور، وهيجل، وسودنبورج، وإيمرسون، وغيرهم، وإضافة إلى ما ورد فى مؤلفات كُتابٍ مشاهير،
أبرزهم صامويل سمايلز، الذى قال: (السماء تُساعد أولئك الذين يُساعدون أنفسهم) فى كتابه (مُساعدة الذات)، الذى ظهر عام 1859م. كما أكَّد ديباك شوبرا، طبيب وكاتب أمريكى هندى الأصل، فى كتابٍ بعنوان (القدر المتزامن)، إمكانية أن يُشبِع الإنسان جميع رغباته بطريقةٍ تلقائيةٍ، وقد ألَّف أكثر من أربعين كتابًا أكَّد فيها جميعًا أن المفتاح الوحيد للسعادة يكمن بيد الإنسان، بالإضافة لنظرية أبراهام هكس، التى تعتمد على التركيز لفترات مُحددة بـ17 ثانيةٍ مع عملية تكرارٍ مُحددة بتأمُّلاتٍ مُحددةٍ، وكتاب (غيِّر تفكيرك تُغيِّر حياتك) للمؤلف الأمريكى واين ولتر، وكتب مؤلفين آخرين مثل ويليام ووكر أتكنسون، وريتشارد أوفيل، وجوزيف ميرفى، ونابليون هيل، وغيرهم، عن قوة العقل والجذب.

وفى وقتٍ لاحقٍ ألَّف شاكتى جاوين كتابًا عن هذا الموضوع، وشاع مصطلح (التَّصوُّر الخلَّاق).
كل تلك المؤلفات التى سبق ذكرها كان لها دور كبير فى ظهور كتاب (السر) عام 2006، الذى يُعتبر من أنجح الكتب التى تحدَّثت عن قانون الجذب، وهو من بنات أفكار كاتبةٍ أستراليةٍ تُدعى روندا بيرن، وقد بيع من الكتاب والفيلم المأخوذ عنه ملايين النسخ، وصولاً إلى مجموعة أخرى من الكُتب والدراسات بشأن هذا القانون. أمَّا صلاح الراشد -وهو من أكبر المُروِّجين لهذه الممارسة فى العالم العربى- فيقول فى كتابه (قانون الجذب): (كُن رقيقًا لطيفًا فى مُداعبة القدر، تودَّد له، إن القدر يتفاعل مع العقل على المستوى العالى). ويقول أيضًا: (فكِّر فى شخصٍ بأستراليا أو بالأرجنتين الآن، فإن طاقتك تصل له).
وتوالت المؤلفات حتى أواسط القرن العشرين حين بدأ علم البرمجة اللُّغوية العصبية يشقُّ طريقه إلى العالم ويُصبح علمًا مُعترفًا به، حيث بدأ علماء متخصصون بإحياء هذا القانون من جديد، وهم يُصرِّون على أن جميع من أنجزوا شيئًا مهمًّا فى حياتهم أو بلغوا مستوياتٍ عاليةً من النجاح فى الحياة قد طبَّقوا هذا القانون فى حياتهم بشكلٍ أو بآخر. ولقد ثبت أن 94% من الناجحين لم يكونوا ناجحين فى التحصيل الدراسى، ولكنَّ موقفهم من أنفسهم كان موقفًا إيجابيًّا وتوقُّعاتهم بالنسبة لمستقبلهم كانت قويةً.

وتحدُث عملية (الجذب) من خلال الأفكار والتَّصوُّرات الذهنية والمشاعر التى تُؤثِّر على (العقل الباطن) و(العقل الكونى)، وتقوم بتسخيرهما للعمل وفق مصلحتك لتُحقِّق رغباتك، عن طريق مجموعةٍ من التردُّدات التى تخرج من العقل البشرى على شكل موجةٍ كهرومغناطيسيةٍ.. كل فكرةٍ لديها تردُّد، وكل مرةٍ نُفكِّر فى هدفٍ نُرسل تردُّدًا ينطلق إلى الكون يَردُ إلينا بما يُلائم ما تتمنَّاه، من خلال توافق ذلك التردُّد مع التردُّدات المُشابهة فى الكون، أى إن كل ما يدور فى حياتك اليومية، أو كل ما تصل إليه هو نتاجٌ لأفكارك فى الماضى، وإن أفكارك الحالية هى التى تصنع مستقبلك، وتُبدِّل وتُغيِّر شكل حياتك وسلوكها وظروفها، فكلما فكَّرت فى أشياءَ أو مواقف سلبيةٍ اجتذبتها إليك، والعكس صحيح، وتجتذبُ قوة هذا الأفكار الصادرة من العقل البشرى ما تريده عن طريق ثلاثة أسسٍ رئيسيةٍ (التفكير والمُخيِّلة)، و(المشاعر)، و(النية القوية) بمساعدة بعض الصفات الشخصية مثل الثقة بالنفس، والصبر، والمثابرة، والتركيز، وقوة الإرادة، والطموح القوى، والمهارات الخاصة، كما أن إعادة تشكيل المعتقدات الأساسية والافتراضات تُعزِّز استخدامك لقانون الجذب، لأن العقل كالمغناطيس، فهو ليس جاذبًا فقط، وإنما نابذٌ أيضًا، فإذا كنت تعتقد أنك لا تستطيع أن تحصل على شىءٍ ما أو تُنجزه، فإنك تنبذُ هذا الشىء.

والسؤال المُعتاد فيما يتعلق بالجذب هو: لماذا لا نستطيع جذب الأشياء التى نتمنَّاها رغم التفكير بها طوال الوقت؟
والإجابة ببساطة تتلخَّص فى أنه هناك فرقٌ كبيرٌ بين تمنِّى أشياءَ محددةٍ أنت تعلمها جيدًا، وتمنِّى أشياءَ أنت تعلم أنه من الصعب الحصول عليها.

قال جورج برناد شو إن (التخيُّل هو بداية الابتكار)، وهى نظرية طبَّقها (قانون الجذب) فى عملية (التَّصوُّر) الذى يُعتبر حجر الزاوية فى استخدام قانون الجذب، أى إن كل ما نسعى لتحقيقه من رغباتٍ وطموحاتٍ وأمنياتٍ أيضًا مرتبطٌ بالصور التى نرسمها فى عقولنا، كما أننا نخطط لمستقبلنا وحياتنا مُسبقًا، وفقًا لتلك الصور، التى تدور داخل عقولنا، وإن عملية التَّصوُّر أو القدرة على التَّخيُّل تحدث بوعىٍ أو دون وعىٍ.. بمعنى أنك عندما تُخطِّط للذهاب إلى رحلةٍ ما أو موعدٍ مُهمٍّ، تبدأ مُخيِّلتك وكأنها تحكى قصة أو تسرد فيلمًا، وتتخيَّل نفسك وأنت ترتدى الملابس التى تتمنَّى ارتداءها، أو التى تُخطِّط لها، وأثناء ذلك يبدأ عقلك فى تخيُّل المكان دون وعيك أو علمك بالمكان نفسه.. أو عندما يسألك أحد المارَّة عن عنوانٍ مُعينٍ، فتجد نفسك تصفُ المكان وكأنك تراه فى مُخيِّلتك، تأكيدًا لمقولة فرانسيس بيكون (التخيُّل يُشكِّل العالم).

وهناك العديد من الدراسات العلمية التى تُبيِّن أن الممارسات العقلية التى تشمل التصور تكاد تكون فعَّالةً مثل ممارسة الفعل ذاته، وهو ما أثبته طبيب نفسانى من مؤسسة كليفلاند كلينيك بولاية أوهايو، وجويانج ياو، فى مقارنةٍ بين مجموعة تُمارس الرياضة داخل صالة الألعاب، والمجموعة الأخرى أجريت لهم التدريبات الافتراضية من خلال التفكير والتَّصوُّر، وكانت المفاجأة أن هناك زيادةً فى عضلات المجموعة التى ذهبت إلى صالة الألعاب الرياضية بنسبة 30٪، أمَّا الذين أجروا التمارين العقلية لتدريبات الوزن فزادت عضلاتهم بما يقرب من 13.5٪!
إن 94% من الناجحين بحياتهم لم يكونوا نابغين فى دراستهم ولكن توقعاتهم بالنسبة لمستقبلهم كانت إيجابية بما يؤكد صحة نظرية «قانون الجذب»

وفى كتاب (قوة التفكير) قال الدكتور إبراهيم الفقى إن أى شىءٍ تعتقد أنه حقيقى بالنسبة لك يُحدد تصرُّفاتك وسلوكك بما يتماشى معه، حتى لو كان هذا الشىء غير واقعى وغير حقيقى، كما أن كل شىء يحدث أولاً فى التفكير. وقوة التفكير لها تأثير على أحاسيسك وسلوكك ونتائجك، وبالتالى لها تأثير على حياتك.. وحدد الفقى قوانين أخرى غير (الجذب) تحكم العقل، منها (قانون التفكير المتساوى)؛ ويعنى أن الأشياء التى يُفكِّر فيها الشخص سيقوم العقل برؤية كل ما يُشبهها بالضبط، و(قانون المراسلات)؛ أى إن العالم الداخلى للشخص هو المؤثر على العالم الخارجى، و(قانون الانعكاس)؛ وهو أن العالم الخارجى عندما يعود للشخص، فإنه سيؤثِّر على العالم الداخلى، و(قانون التوقُّع)؛ أى فى حال توقُّع أى شىءٍ -إيجابيًّا كان أو سلبيًّا- فمن المُمكن أن يحدث ما يتوقُّعه الشخص تمامًا، و(قانون العادات)؛ بمعنى أن كل ما يتم تكراره من عاداتٍ -بشكلٍ يومىٍّ- يُمكن أن يُصبح عادةً دائمةً، حيث يسهُل اكتساب عادةٍ ما، ويصعب التخلُّص منها، لكن ما دام العقل قد تعلَّم هذه العادة فبإمكانه التخلُّص منها من خلال التمرُّن على ذلك، و(قانون الاستبدال)؛ وهو أن العقل يُمكنه أن يعمل لصالح شخصٍ ما أو ضده.

وهناك مقولات لمشاهير العلماء والكتَّاب وفلاسفة القرون الماضية أشارت إلى قانون الجذب وجعلته بمثابة بُرهانٍ على مصداقيته، حيث قال الكاتب بن ستين: (الخطوة الأولى التى لا يمكن الاستغناء عنها لكى تُحقق ما تريده فى الحياة هى أن تُقرر ماذا تريد)،

كما قال الخبير الدولى بريان تريسى: (لكى تحقق أهدافك، اكتبها على ورق. الأهداف غير المكتوبة ليست إلا أمانى أو أضغاث أحلام)،
وقال نابليون هيل: (أى شىءٍ يستطيع العقل أن يستوعبه ويصدقه، فسوف يكون قادرًا على تنفيذه)،

وقال دنيس وايتلى: (الفائزون فى الحياة هم الذين يفكرون باستمرار بطريقة: أنا أستطيع، أنا سأفعل، أنا سأكون)، وقال جيرى وايسترهكس: (كل ما هو مُتشابهٌ يتجاذب)، وقال كاثرين بوندر: (كل ما تفكر فيه وتشعر به ويتصوره ذهنك وينطق به لسانك، تجذبه إلى حياتك)، وقال إرنست هولمز: (كل فكرة تُصبح حقيقةً بقدر قوَّتها، فأدنى فكرة تدور فى العقل تخلق قوةً بنفس المقدار لتنتج شيئًا مُطابقًا)،

وقال بريان تراسى: (ما أنت إلا كائن مغناطيسى، فأنت تجذب إلى حياتك الأشخاص والمواقف والظروف التى تتناغم مع الأفكار المسيطرة على عقلك، وكل ما يدور فى خلدِك يتحقق فى واقعك)، كما يقول باولو كويلو: (كل ما فقدتُّه فى حياتى فقدتُّه لشدَّة خوفى من فُقدانه) لأن التَّعلُّق عِلَّةٌ نفسيةٌ تجعل الإنسان مرتبطًا بالنتيجة، فإذا كانت إيجابيةً يسعد، وإن كانت سلبيةً يُحبط, وبالتالى سيؤثر ذلك على الهرمونات التى يُفرزها الجسم، خصوصًا على هرمون السعادة، وبالتالى يترك مزيدًا من الإحباط واليأس والحزن.

وفى الختام، نجد أن (قُوى العقل) ليست تعويذات أو طقوسًا، ولكنها عملية نستخدمها جميعًا دون وعىٍ، ولكن بدرجاتٍ متفاوتةٍ،
وأن نظرية (قانون الجذب) تدعو للتفاؤل والثقة بما سيجذبه الإنسان من خلال تفكيرٍ إيجابىٍّ يُحسِّنُ حياتك وأداءك، ويبقى فى النهاية هدف واحد هو استخدام قوة وملكات العقل لتحقيق الحياة التى تريد أن تعيشها.
هذا كان مقال علمي بحت ومفصل عن ما يدور بخلدك عزيزي القارىء وما يمكننا أن نطرحة عليك لكي تستوعب فكرة الجذب وقانون الجذب الكوني 

عبدالجبار الظفري

إرسال تعليق

0 تعليقات

Kategori

Kategori

Recent Comments