قانون الوفرة والثراء

 

أعلم عزيزي القارىء أن قانون الوفرة المالية مرتبط إرتباطاً وثيقاً بقانون العطاء والوفرة المالية تعتبر جزء لا يتجزء من الثروة، وما يجعل الوفرة المالية والثراء تأتي إليك وتنمو إلا عن طريق شيئين رئيسيين هما أفكارك ثم قوة العطاء حتى تُشعر الكون أنك تستحق ما تطلب من وفرة مالية وثراء..
الوفرة هي حالة متجددة من النعم التي لا تنضب و ينص قانون الوفرة على اننا نعيش في عالم وفير تتوفر فيه الكثير من الخيرات والاموال لأي شخص يريدها، و في قانون الوفرة"إذا أردت اكثر فأعط اكثر وكل ماتقدمه سيعوضك عنه الكون بمثله او أكثر منه".
و كما تقول الاية القرآنية "مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ".
قانون الوفرة هو أحدى القوانين الكونية أو السنن الكونية التي وضعها الله في الأرض، أحدى التعاريف لقانون الوفرة : الوفرة هو أن الله وضع في الكون كل ما يحتاجه الإنسان من “الكون” باستمرار وهو مليء بكل هذه العطايا والمزايا
الإنسان البخيل والشحيح بعيد تماماً عن إمداد الكون والإستحقاق الكوني للوفرة المالية والثراء، اسمح للوفرة أن تمر لك وتمر من خلالك لغيرك.
إن الله جعل لهذا الكون وسنن قوانين شديدة الدقة والحساسية، فقانون "ما تركز عليه تحصل عليه" وقانون الوفرة قانون تفاعلي وضعه الله تعالى للجميع مسلم وكافر فهو قانون كوني، بمعنى إذا ركزت على المال ستحصل عليه ولن تحصل على شيء آخر لم تركز عليه، ولهذا نشاهد اليوم أن الثراء المالي في العالم ليس مقتصرا على المسلمين فحسب.
لابد أن نعي أن الله لم يخلقنا لأنفسنا، نأكل ونلهوا ونتكاثر بدون هدف، وإنما خلقنا لعبادته ومتى ما عبدناه كما أمر، سخر لنا الكون كله لخدمتنا بما فيه من ثروات، ووفر لنا كل ما نرغب فيه من ثروات. وفِي الحديث الذي يخبرنا فيه نبينا صلى الله عليه وسلم قائلا : (من كان همه آخرته، أتته الدنيا وهي صاغرة) دليل واضح على هذا الكلام .
وليس معنى ذلك أن تعيش حياة الرهبنة والزهد الزائف ، فبعض الصحابة الكبار كانوا أثرياء لكنهم سخروا أموالهم في سبيل الله، وقدوتهم في ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لأنهم جعلوا المال وسيلة لا غاية. يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي "لا تعبدوا الله ليعطي بل اعبدوه ليرضى فإن رضي أدهشكم بعطائه ".
فلا بأس من جني المال ولكن لابد أن تفهم أن الغاية من جنيه هو إنفاقه تعبدا لله، لا كنزه وتكديسه، فأنت تتعبد الله في كسبك للمال ، ولو أدركنا ذلك لما امتدت أيدينا إلى الكسب المحرم، ولخجلنا من الله كيف يأتمننا على ماله ونخون الأمانة.
إن ما ينطبق على المال ينطبق على سائر الثروات (الصحة - العلم - المكانة الإجتماعية - الزوجة والعيال وغيرها ) كلها تندرج تحت قائمة الوفرة والثراء . قال تعالى : " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم "، وقال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [التوبة 34].
الثراء المالي يجب ألا يتعارض مع الإستقرار الروحي والنفسي ، فالذي ينفق من ماله في وجوه الخير والتطوع وغيرها في سبيل الله يدرك المعنى الحقيقي للثراء والوفرة ، لأنه يلاحظ النماء والزيادة المستمرة في ماله ، وهنا يتحقق مبدأ الوفرة ، فالمال ليس حكرا على أحد، ويمكنك أن تطلبه متى تشاء من الله بصدق ، وستتدفق إليك طرق الحصول عليه في حياتك ، ولكن حدد أهداف إنفاقك له أولا ، فالله لا يريدك أن تكون همجيا ليس لك غاية وهدف من سلوكك.
يقول ديفيد شيرمل "عندما يتعلق الأمر بتكوين الثروة، فالثروة هي مجرد توجه فكري "أي أن الأمر يعتمد على طريقة تفكيرك، وعليك أن تشعر بشعور طيب تجاه المال لتجذب المزيد منه، والشعور الطيب تجاه المال يكون بشعورك الداخلي أنك مستخلف فيه وستبحث عن الطرق المثلى لإنفاقه وفق القانون الإلهي (قانون الوفرة) فخزائن الله لا تنضب.
ومن الأفكار السلبية تجاه المال ففكرة (أن مكانتك الإجتماعية تقدر بمقدار مالك) (بالمال تحقق السعادة ) ( إنما جنيته بكدي وجهدي ) هذه الأفكار وغيرها كلها أفكار سلبية تجاه المال . ومن المؤسف جدا أننا نطلب المال من الله ودعوه وحين يعطينا إياه نكفر به سبحانه كفر نعمه. تقول رواندا بايرن مؤلفة كتاب السر : الناس حينما لا يمتلكون ما يحتاجون له من المال تتكون لديهم أفكار سلبية تجاه المال وهذا التفكير يبعد الوفرة ويبعد المال والثروة . وتقول إيضا: إنك عندما تمتن لما تمتلكه فستأتيك المزيد من الثروة . وهذا مصداقا لكلام ربي في القرآن الكريم، قال تعالى: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم 7].
امنح المال لتحصل على المزيد منه، فالعطاء هو الوسيلة الناجحة لجلب المال في حياتك، لأنك عندما تعطي فإنك تقول يوجد لدي المزيد منه وهذا تطبيق "لقانون الوفرة"، وفِي هذا يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: " ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله "، فأكثر الناس ثراء في العالم هم أعظم المحسنين على الإطلاق، عندما تعطي فإن الله يكافئك بأن يجعل طرق الحصول على المال تتدفق إليك.
واعلم أنه إذا كان حديثك الداخلي يقول"أنا لا أمتلك المزيد من المال لكي أعطي " فقد وقعت في فخ أفكارك السلبية التي لا تؤمن بالوفرة الإلهية وهذا كفيل بعدم تدفق المال إليك، وحرمانك منه مهما بذلت من الجهد في الحصول عليه . يوجد الكثير ممن يملكون المال ولكن علاقاتهم الشخصية تعاني الفشل وتلك ليست الثروة والوفرة ، فالأثرياء من هذا النوع قرروا الانتحار في نهاية حياتهم، فالمال ليس هو الثراء الحقيقي فهو جزء من كل الثروات حولك.
فالإنفاق من الوقت والعلم والنصيحة والمواساة والمساعدة لغيرك، كلها تقع ضمن دائرة الثراء والوفرة، فمن يبخل بعلمه ليس هناك فرق بينه وبين من يبخل بماله وهكذا.
فالثراء الحقيقي هو الوفرة في جميع النواحي "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" إنه قانون الوفرة "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه " والثروة هي أن تستدعي المال بأفكارك قبل جهدك وتجارتك، المفتاح للثروة هو أفكارك ومشاعرك. تقول رواندا بايرن: فكل ما تحتاج إليه هو عمليات تجري في عالمك الداخلي (الأفكار) وستظهر لك جلية في العالم الخارجي ألا وهو "عالم الآثار والنتائج" وهو نتاج عالمك الداخلي فاضبط مشاعرك وأفكارك على الوفرة والسعادة، وستتجلى لك في عالمك الخارجي.
ومتى ما أيقنت وآمنت بذلك ستحصل على نتائج مبهرة، وهذا هو صدق التوكل على الخالق سبحانه وتعالى، واعلم أن تأخر النتائج أنت تتحمل تبعاته ، فاجتهد في ترسيخ اليقين بعطاء الله قبل أن تطلبه أي شيء. والكون مليء بالوفرة من كل شيء لأنه صنع الله جل جلاله فهو الغني، وما عليك سوى أن تضبط تردداتك الداخلية لتتوافق مع الترددات الكونية،
إن الله
- تعالى شأنُه
- هو الغني بذاته، الذي له الغِنَى التامُّ من جميع الوجوه، لكماله وكمال صِفاته ، فبِيَده خزائن السموات والأرض، وخزائن الدنيا والآخِرة، فالرب سبحانه الغنيٌّ، والعبد فقيرٌ إلى ربه، ومُحتَاج إليه في كل حين ، و لا غِنى له عنه طرْفة عين.
من المهم أن تتخيل بانك تمتلك المال وأن تُمارس العطاء والثروة بخيالك ، ثم تُمارس ذلك العطاء بما عندك وإن كان يسيرا، حتى تضبط مشاعرك الداخلية فتتجسد لك في واقعك بعد حين ، فتحصل لك الزيادة والوفرة ، وسرعة تحقيق النتائج كلها تعتمد على يقينك وإيمانك بربك.
ضع في خيالك الأشياء التي لم تعتقد أنك ستمتلكها يوما ما، وقل أستطيع أن أحصل عليها فأنت بذلك تضاعف كثافة الطاقة" طاقة الوفرة" في حياتك جرب فالتجربة لا تكلفك شي والخيال لا يقتل أحدا.
الخلاصة: إذا فهمت قانون الوفرة بعمق وأنه ينطبق على الجميع وليس حكرا على أحد ، فقط بمجرد أن يوجهوا تفكيرهم الإيجابي نحو أهدافهم ويربطوا معها صدق النية ، وحسن التوكل على الله، فإن النتائج والآثار ستتحقق قريبا بإذن الله. واعلم أن الثراء المالي لو كان سيدوم لأحد لكان قارون وغيره أولى به، فالهدف هو تصريف ما تملك من ثراء في سبيل الله لينمو ويدوم، تأمل معي هذه الآية: قال تعالى: "وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا [الكهف 8
هذة الآيه الكريمة تدل على بقاء الثروة في العمل الصالح وحفظها للأولاد أذا كان الوالدان صالحان.
-معوقات قانون الوفرة:-
معوقات هذا القانون فهي كثيرة و يجب الحذر منها قدر الامكان، فالمال يأتي إليك من شعور الامتنان والرضا والاستسلام لا من شعور الحرمان والحاجة، فكلما تحررت من احساس التعلق و الحاجة يتحرر عقلك الباطن من شعور الحرمان وينطلق للكون معلناً عن جذب واستقبال ما تريد.
إلى جانب الشعور بالحرمان و الحاجة فإن الحسد والتطلع لما في يد الغير هما من اكثر الآفات التي تؤدي إلى تحقيق نتائج عكسية فبدل تحقيق الثراء ستجد نفسك غارقا في الخصاصة و الفقر.
اياك والحسد اياك و النظر الى ما في يد غيرك، اياك و ارسال طاقة حرمان للكون بدل ذلك ارسل له شعورك بالامتنان مهما كان مقدار ما تملكه سيتضاعف حتى تشعر بسريان طاقة الوفرة في حياتك.
-أخيراً:-
فكر في اسعاد غيرك بالعطايا والهدايا والصدقات بما تجود به نفسك وبحدود قدراتك دون ان تنتظر رداً أو مقابلاً ماديا من أحد، حينها فقط سوف يستجيب لك الكون ويرسل اليك الكون الوفرة في أشكال مختلفة أكثر بكثير مما بذلت وأعطيت.
يقول واين داير أن كل ما يدور حوله مبدأ الوفرة هو:-اللانهائية.
لذلك فالكون مليء بالفرص المستمرة والمتتالية، والوفرة هي الفرص ولكن يحدث أن البعض لا يحالفه الحظ في هذه الفرص، حيث أن تعريف الحظ هنا هو وجود الفرص مع الاستعداد لتلقيها.
لذلك يفوت بعض الناس الفرص بسبب عدم استعدادهم لها وتحضرهم لنيلها وتطويرهم لانفسهم لها وإلا فإن كل ما يمر من فرص هي وفرة بإمكانهم الحصول عليها
تقول لويز هاي:
" تعلم أن تستقبل الوفرة بدلاً من مجرد (التبادل)
على سبيل المثال/
عندما صديق لك يهديك اويدعوك للخروج لا يجب عليك ان تبادله نفس الشيء حالا، اسمح للشخص ان يعطيك، اقبلها ببهجة ومتعة ربما لا تبادل نفس الشخص العطاء، ربما تعطي لشخص آخر، في الوفرة هناك سماح و قبول ومتعة، لا يوجد تأنيب أو شعور بالذنب".
اسمح للوفرة أن تمر لك وتمر من خلالك لغيرك.
((إهداء نهاية القرآة👇))
ردد معي هذة التوكيدات ثلاث مرات متتالية كل يوم.
-أنا أستحق عطاء الكون المتجدد من المال.
-أنا أستحق الوفرة والثرو والغنى.
-أنا أجذب لنفسي فرص الوفرة والثروة والغني بكل سهولة ويسر وبأفضل الإحتمالات.
-الخير والثراء قام وأنا على أتم الإستعداد لإستقبال وتقبّله.
((وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله))
دمتم بألف خير
🖥تجدونا على الروابط التالية
-رابط صفحة الموقع
-رابط صفحتنا على الفيس بوك
-رابط مجموعة قانون الجذب الكوني على الفيس بوك.
-رابط الصفحة على قناة اليوتب
لا تنسوا الأشتراك بالقناة وتفعيل الجرس ليصلكم كل جديد.
⚠️لا تنسوا الإعجاب ليتصدر الموضوع والمشاركة لتعم الفائدة، بين الناس.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Kategori

Kategori

Recent Comments